قال أبن سيرين : اللإبرة : فدلالة على المرأة و الأمة لثقبها , و إدخال الخيط فيها بشارة بالوطء , و إدخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى { وَلايَدْخُلُونَ الْجَنّةَ حَتّى يَلِجَ الْجَمَلُ فىِ سَمِّ الْخِيَاطِ } ( الأعراف : 4 ) و أما إن خاط بها ثياب الناس فأنه رجل ينصحهم أو يسعى با لصلاح بينهم , لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب , و الإبرة المنصحة و الخياط الناصح .
و إن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراّ و أجتمع شمله إن كان مبدداّ , وأنصلح حاله وإن كان فاسداّ و أما رفأ بها قطعاّ فإن يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوة صحيحاّ متقناّ و إلا أعتذر بالباطل , و تاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال : من أغتاب فقد خرق , ومن تاب فقد رفأ .
و الإبرة رجل مؤلف أو امراة مؤلفة , فأن رأى كانه يأكل إبرة فإنه يقضى بسره و إلى ما يضر به , وإن رأى كأنه غرز إبرة في إنسان فإنه يطعن و يقع فيه من هو أقوى منه .
وحكى أن رجلا حضر أبن سيرين فقال : رأيت كأنني أعطيت خمس أبر ليس فيها خرق , فعبر رؤياه بعض أصحاب أبن سيرين فقال : الأبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد , والإبرة المثقوبة ولد غير تمام , فولد له أولاد على حسب تعبيره .
وقال أكثر المعبرين : إن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه و كذلك لو كانت اثنين أو ثلاثة أو أربعه فما كان منها بخيط لإإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب , و مبلغ ذلك ماخاط به , و ما كان من الأبر قليلا ما يعمل به و يخيط به خير من كثير لا يعمل بها و أسرع تصديقاّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق