مقدمة عن رؤيا و الحلم

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد الله رب العالمين و صلى الله على سيدنا أجل المرسلين محمد و على اّله وصحبه الطيبين الطاهرين و على أصحابه الكرام المنتخبين.

أعلم وفقك الله أن مما يحتاج اليه المبتدئ أن يتعلم ان جميع ما يرى في المنام على قسمين : 
فقسم من الله تعالى , وقسم من الشيطان , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان )) .

و المضاف الى الله تعالى من ذلك هو الصالح , و ان كان جميعه , اى الصادقة وغيرها , خلقا الله تعالى , وان الصالح من ذلك هو الصادق الذي جاء با لبشارة والنذارة , وهو الذي قدره النبي صلى الله عليه وسلم جزاءاّ من النبوة , و أن الكافرين وفساق المؤمنين قد يرون الرؤيا الصادقة , وان المكروه من المنامات هو يضاف الى الشيطان الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتمانه و التفل عن يساره ووعد الفاعل ذلك أنها لا تضره . 

و أن ذلك المكروه ما كان ترويعا أو تحزينا باطلا أو حلماّ يؤدي الى الفتنة و الخديعة و الغيرة , دون التحذير من الذنوب , والتنبيه على الغفلات , والزجر على الاعمال المهلكات . 

اذ لا يليق ذلك با شيطان الامر با لفحشاء , و انما اضافلا اباطيل الاحلام الى الشيطان على انه هو الداعي اليها وان الله سبحانه هو الخالق لجميع ما يرى في المنام من الخير او شر وان اختلاف الموجب للغسل مضاف الى شيطان وكذلك ما ترى من حديث النفس و امالها وتخاويفها و احزانها مما لاحكمة فيه تدل على ما يئول أمر رائيه اليه . 

وكذلك ما يغشى قلب النائم الممتلئ من الطعام او الخالي منه كالذي يصيبه عن ذلك في اليقظة اذ دلالة منه ولا فائدة فيه , وليس للطبع فيه صنع ولا للطعام فيه حكم ولا شيطان مع ما يضاف اليه من خلق وانما ذلك خلق الله سبحانه وقد اجرى العادة ان يخلق اباطيل الاحلام عند حضور اتلشيطان فتضاف بذلك اليه و ان الكاذب على منامه مفتر على الله عز وجل و ان الرائي لا ينبغى له ان يقص رؤياه الا على عالم أو ناصح او ذى رأى من أهله كما روى في بعض الخبر 

ما يستحب عند سماع الرؤيا : 

و أن العابر يستحب له عند سماع الرؤيا من رائيها و عند امساكه تأويلها لكراهتها و لقصور معرفته عن معرفتها يقول : خير لك , وشر لأعدائك وخير تؤتاه و شر تتوقاه هذا اذا ظن أن الرؤيا تخص الرائي . 
و أن ظن الرؤيا للعالم قال خير لنا و شر لعدونا خير نؤتاه و شر نتوقاه والخير و الشر لعدونا . 
 
وأن عبارة الرؤيا با غدوات أحسن , لحضور فهم عابرها , وتذكار رائيها لان الفهم أوجد ما يكون عند الغدوات من قبل افتراقه في همومه و ماطالبه , مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لأمتى في بكورها ) . 

و أن العبارة قياس و اعتبار و تشبيه وظن , لايعتبر بها و لا يختلف على عينها , ألا أن يظهر في اليقظة صدقها أو يرى برهانها , وأن التأويل با المعنى او باشتقاق الأسماء . 

و أن العابر لا ينبغى له أن يستعين على عبارته بزاجر في اليقظة يزجره و لايعول عند ذلك بسمعه و لا بحساب من حساب المنجمين يحسبه و أن النبي صلى الله عليه وسلم لاينثل به في المنام شيطان و أن من راّه فقد رأه حقاّ 

و أن الميت في دار الحق فما قاله في المنام فحق ما سلم من الفتنه و الغرة وكذلك الطفل الذي لا يعرف الكذب و كذلك الدواب و سائر الحيوان الأعجم و اذا تكلم فقوله حق و كلام ما لا يتكلم اّيه و أعجوبة , و كل كذاب في القظة كا منجم و الكاهن فكذلك قوله في منام كذب . 

و أن الجنب و السكران ومن غفل من الجوارى و الغلمان قد تصدق رؤياهم في بعض الأحيان و أن تسلط الشيطان عليهم با الأحلام في سائر الزمان . 

و أن الكذاب في أحاديث اليقظة قد يكذب عامة رؤياه و أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثاّ . 
و أن العابر لايضع يده من الرؤيا الا على ماتعلقت أمثاله ببشاره أو نذارة أو تنبيه أو منفعة في الدنيا و الاّخؤة ويطرح ماسوى ذلك لئلا يكون ضغثاّ أو حشواّ مضافا من الشيطان   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Blogroll

About